وزارة الداخلية
عقدت إدارة حقوق الانسان بوزارة الداخلية يوم الثلاثاء 21/3/2017 بنادي الضباط بالإدارة العامة للدفاع المدني ندوة للعنصر النسائي في وزارة الداخلية بمناسبة الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة واليوم العربي لحقوق الانسان ، استضافت فيها الدكتورة / أسماء محمد العطية رئيس قسم العلوم النفسية بكلية التربية جامعة قطر وعضو اللجنة الوطنية لحقوق الانسان ، والتي ألقت محاضرة تحت عنوان " التعايش السلمي وسيكولوجية الحوار – مقاربة من أجل حقوق الانسان".
وشرحت الدكتورة اسماء العطية فلسفة الاختلاف والتنوع ، مشيرة الى ان التنوع الثقافي هو سمة من سمات العصر الحديث بعد ان تداخلت الحضارات والثقافات مع بعضها البعض ، كما ان التنوع البشري ابداع الهي والثقافة التي تتوثب بالحرية وتشيع معاني التسامح وحق الاختلاف واحترام المغايرة ، والتنوع الثقافي له دلالات في حياة المجتمعات البشرية التي تقوم بينها شراكات انسانية تعلي قيمة الانسان وتحقيق التعايش السلمي بين بني البشر ، وله جوانب ايجابية للإنسان كصفة حضارية اكدت عليها الاديان السماوية المقدسة .
وقالت ان التعايش هو اتفاق بين طرفين على تنظيم وسائل العيش المشترك (الحياة) بينهما وفق قاعدة يحددانها ، وتمهيد السبل المؤدية اليها للعيش مع الذات والعيش مع الآخر ، حيث يقرر الطرفان الدخول في عملية تبادلية مع طرف ثاني او مع اطراف اخرى ، تقوم على التوافق حول مصالح او اهداف او ضرورات مشتركة ، والسمة الرئيسية في التعايش علاقتها بكلمة الاخرين والاعتراف بان التعلم للعيش المشترك والقبول بما يضمن وجود علاقة ايجابية مع الاخر، فعندما تكون العلاقة ايجابية وعلى قدم المساواة تعزز كرامة الانسانية والاستقلال والعكس صحيح.
واضافت ان التعايش السلمي هو مشاركة بين بني البشر في ارض وسماء واجواء واحدة ، يتعاونون ويبتسمون ويتعلمون معا لأجلهم جميعا ، كما ان التسامح كرامة وسمة انسانية عالية القيمة للبناء والعمل من اجل خيرك وخير الاخر ، في روح تسودها الرحمة والتعاطف والتخلي عن ايذاء الاخر ، فالتعايش السلمي مع الاخر ايجابيا والمشاركة في بناء المجتمع يستدعي التكيف للعيش معا من اجل خيرك وخير الاخر. وتساءلت حول ما اذا كان التعايش ضرورة او اختيار ، مشيرة الى ان التعايش ضرورة تفرضها الطبيعة الانسانية ، وقيم التجديد والحضارة والقيم الانسانية ، حيث هناك مستويات للتعايش اولها ايديولوجي يتضمن افكارا ومعتقدات وفلسفات ، والثاني اقتصادي عماده التعاون مع الآخر ، والثالث ديني وثقافي وحضاري . وقالت ان مبادئ التعايش مع الآخر تتضمن حسن المعاملة والتعاون في الخير ونبذ الشر والحوار والاختلاف والالتزام بالقوانين ومراعاة مشاعرهم ، ومعرفة المشترك بين الذات والاخر ، والكرامة وحقوق الانسان ، والمواطنة بما تفرضه من الاعتزاز بالانتماء للأرض والثقافة.
وشرحت معنى الحوار بوصفه حديث بين طرفين او اكثر حول قضية معينة ، الهدف منها الوصول الى الحقيقة بعيدا عن التعصب ، وهو وسيلة للتفاهم ، ومطلب انساني واسلوب حضاري يصل الانسان خلاله الى النضج الفكري وقبول التنوع الثقافي للابتعاد عن الجمود وفتح قنوات التواصل مع المجتمعات الأخرى. واضافت ان الحوار من اهم ادبيات التواصل الفكري والثقافي والاجتماعي التي تتطلبها الحياة في مجتمعنا المعاصر لما له من اثر في تنمية قدرة الفرد على التفكير المشترك والتحليل والاستدلال بغية انهاء خلافاته مع الاخرين بروح التسامح والصفاء والبعد عن العنف والاقصاء ، وهو سمة من سمات المجتمعات المعاصرة المتحضرة والاداة الفعالة التي تساعد على حل المشكلات الصعبة وتعزز التماسك الاجتماعي. وقالت ان عناصر الحوار تتضمن المرسل والمستقبل والرسالة ووسيلة الاتصال والسلوك الذي يقوم به المستقبل ، ومن اجل حوار فعال يجب اخلاص النية لله ، واتقان فن الكلام ، واتقان فن الانصات ، والابتسامة .
واختتمت بالقول ان التعايش والتنوع والاختلاف والحوار سنة من سنن الله تعالى ، حيث يجب استثمار الفكر والحق والعقل ، ويجب ان يسود صوت العقل المسموع للجميع المتوافقين والمخالفين للحوار ، وان العدل والحق اقوى قوة ، وان الكلمة تغير حياة.